سحر القرآن العرب منذ اللحظة الأولى، سواء منهم في ذلك من شرح الله صدره للإسلام، ومن جعل على بصره منهم غشاوة.
وإذا تجاوزنا عن النفر القليل الذين كانت شخصية محمد -صلى الله عليه وسلم- وحدها هي داعيتهم إلى الإيمان في أول الأمر، كزوجه خديجة، وصديقه أبي بكر، وابن عمه علي، ومولاه زيد، وأمثالهم، فإننا نجد القرآن كان العامل الحاسم، أو أحد العوامل الحاسمة، في إيمان من آمنوا أوائل أيام الدعوة، يوم لم يكن لمحمد حول ولا طول، ويوم لم يكن للإسلام قوة ولا منعة.
وقصة إيمان عمر بن الخطاب، وقصة تولي الوليد بن المغيرة، نموذجان من قصص كثيرة للإيمان والتولي؛ وكلتاهما تكشفان عن هذا السحر القرآني الذي أخذ العرب منذ اللحظة الأولى؛ وتبينان -في اتجاهين مختلفين- عن مدى هذا السحر القاهر، الذي يستوي في الإقرار به المؤمنون والكافرون.